تقوم قوات سوريا الديمقراطية بحملة تهدف للحصول على اعتراف المجتمع الدولي بواجهتها المدنية "الادارة الذاتية" وهي سلطة الأمر الواقع التي تحكم شمال شرق سوريا.
فقط أطلقت الصفحة الرسمية للإدارة دعوة لإطلاق هاش تاغ أيده الكثير من الشخصيات المسؤولة في الإدارة لدعم هذا الطلب.
والحقيقة بان هذا التحرك خطير ، وهو في رأيي خطوة إضافية لتجزئة سوريا ..
شاهد التقرير كاملا ....اضغط هنا
وأقول إضافية لان الخطوة الأولى قام بها النظام السوري عندما عمد على إجراء الانتخابات الرئاسية دون مشاركة المناطق خارج سيطرته ما يمهد الطريق بفعل الأمر الواقع الى نشوء دعوات لتنظيم الحكم في هذه المناطق واتخاذ خطوات لتشكيل سلطات محلية معترف بها دوليا ..
خطورة هذا التحرك بأنه يقفز على الحل السياسي الشامل في سوريا ، ويمهد لعملية التقسيم وانفراد كل سلطة من سلطات الأمر الواقع بإقليم يشكل فيه دويلة.
لن انتقد الإدارة الذاتية وأفعالها في الشرق ولن أتحدث اليوم عن حقيقة تمثيلها ..
يكفي أن اذكر بأنها أنشأت بقرار أمريكي عمليا ، وهي تتلقى الدعم الكامل من القوات الأميركية وتسهل حركتها وتؤمن الحماية لها في الشمال ، بمعنى هي ليست قوات تمثيلية بل قوات أمر واقع تشير الكثير من المصادر والدراسات بأنها تقع تحت سيطرة قوة فوق وطنية خارج الحدود هي سلطة حزب العمال الكردستاني الذي يتمثل في سوريا بحزب الاتحاد الديمقراطي ويمثل الجناح العسكري لهذا الحزب وحدات حماية الشعب القيادة الفعلية لقوات سوريا الديمقراطية ..
وهذا الحزب معروف ما هو مخططه الأصلي في بناء دولة كردستان الكبرى التي تمتد أراضيها في أربع دول في المنطقة ..
ما أريد الإشارة اليه بان الدعوة في حد ذاتها وان كانت بصيغة "سورية" فهي ضمن هدف ضمني يرسخ حالة الانقسام والتفتيت التي تشهدها الجغرافيا السورية
ويجعل الإدارة تغرد منفردة وتحض مزاعمها بأنها تعمل لحل شامل في سوريا يتمثل في اقامة الدولة الديمقراطية ..
اذا فكرنا في حقيقة هذا الطلب وفيما اذا تحقق ، ماذا يعني ان تنال إدارة محلية اعتراف دولي دونا عن باقي المناطق في سوريا ..
يعني ان تنفرد هذه المنطقة في مسار مغاير لمسار الأزمة السورية وفك ارتباط مستقبلها بمستقبل الدولة السورية والتأكيد ان مصيرها غير مرتبط بمصير الجغرافيا السورية ..
وهذه الاستنتاجات لا تأتي من محاولة فهم أبعاد الدعوة بالحصول على الاعتراف الدولي وإنما ، هي تأتي نتيجة سياق كامل لمسيرة الإدارة خلال الست سنوات الماضية ..
الإدارة تطلب كفالة للإقامة في مناطقها حتى من السوريين ، وأقرت في الأسبوع الماضي تعديل على قانون الجمارك ليطبق على المعابر المحلية التي تفصلها عن باقي المناطق في سوريا ..
كل هذه القرارات قرارات أمر واقع منفردة لا تتخذ بالتنسيق مع اي طرف سوري .. وهي تدلل على ان الأمور ماضية في اتجاه اقتطاع أكثر من ثلث الأراضي السورية تلك الأراضي التي تحتوي على الثروات والمياه والأراضي الزراعية ..
والأمر يستلزم الاهتمام والتحرك بسرعة للتعامل مع هذه الدعوة من قبل كل السوريين ..
نضال معلوف
للاطلاع على مواضيع اخرى تهمك ،تابع قناة اليوتيوب... اضغط هنا